عاشقتان أخرجتا قرية فلسطينية من المجهول إلى العالمية:
في عام 1848،
وصل إلى القدس، رجل فرنسي، من مقاطعة الالزاس، يدعى هنري بالدنسبرغر، ضمن
مجموعة من المبشرين، كانوا متأثرين بالتقاليد التي تعود إلى عهد المسيح
عليه السلام. تفيد المعلومات التي توفرت لنا، بأنه اشترى أرضا في القرية،
ونصب يوم 7 أكتوبر 1849 خيمتين في وادي ارطاس، وعاش وحيدا مع كلبه، وبعد
عام بنى بيتا في القرية كلفته 800 دولار، ووصلت عائلته لتعيش معه فيه.
وكان
طموح بالدنسبرغر، أن يصبح أولاده مزارعين في الأرض المقدسة، ولكن أمله لم
يتحقق بشكل كامل، فابنه فيليب أضحى باحثا ووضع كتابا هاما أطلق عليه اسم
«الشرق الراسخ»، أما ابنه الآخر إميل، فأصبح مربي نحل متجول، واهتم بجمع
الأمثال الشعبية والتراث الفلسطيني، فيما ابنته لويزا، هي الوحيدة التي
استقرت في ارطاس من بين أفراد العائلة.
وأصبح اسم لويزا بالندنسبرغر،
في القرية هو «الست لويزا»، وعاشت حياة بسيطة وسط القرويين المسلمين الذين
أحبوها، خصوصا أنها كانت تتمتع بخفة ظل جعلتها مصدرا دائما للمرح.
وكانت
لويزا تحصل على لقمة العيش، عن طريق صنع بطاقات التهنئة التي تلصق عليها
زهوراً برية مجففة، وتبيعها للحجاج المسيحيين في بيت لحم والقدس، وبمقايضة
العسل الذي كان يجلبه لها أخوها إميل، بحاجيات من أهل القرية.
وفي عام
1854 زار القرية القنصل البريطاني بصحبة باشا القدس ودهش لجمال القرية
وخضرتها ووصفها بالقرية المغمورة بالطبيعة الخضراء من بساتين وحدائق يانعة.
واعدت
لويزا، كتابا هاما، بالاشتراك مع الباحثة جريس كورفوت، عن زهور ونباتات
فلسطين الكلاسيكية، صدر في ثلاثينات القرن الماضي بالإنجليزية بعنوان «من
الأرز إلى الزوفا». وارتبطت الست لويزا، بصداقة من نوع خاص مع امرأتين من
القرية هما حمدية سند، وهي صماء، وعالية إبراهيم، وهي ضريرة. وكانت
الاثنتان، تنقلان للويزا، المعلومات عن تقاليد الأهالي والحكايات الشعبية
وتاريخ القرية. وربما يرجع فضل رئيسي، إلى حمدية وعالية، في الكتاب الآخر
المهم الذي أصدرته لويزا بعنوان «قصص شعبية من ارطاس» وترجمه في أواسط
ثمانينات القرن الماضي الدكتور عبد اللطيف البرغوثي.
بالإضافة لكتابيها
عن النباتات والحكايات، فان للويزا، فضلاً كبيراً، في جعل ارطاس معروفة
عالميا، عندما ساعدت انثروبولوجية فنلندية من اصل سويدي في الإقامة
بالقرية، لأغراض بحثية، وعرفتها على حمدية وعالية، لتخرج هذه
الانثروبولوجية بكتب غاية في الأهمية الانثروبولوجية التي أصبحت مشهورة
فيما بعد، وهي الدكتورة هيلما غرانكفيست، انجذبت لفكرة إنجاز أبحاث عن
فلسطين من خلال دراستها لنساء العهد القديم، بعد تخرجها من جامعة هيلنسكي
عام 1921، ومن اجل ذلك وصلت القدس عام 1925، بعد حصولها على منحة من اتحاد
الطلبة الفنلندي. وقررت هيلما، أن تكون ارطاس ميدانا لدراستها، لأسباب
عديدة، من بينها وجود صديقتها لويزا في القرية.
ووصلت هيلما في خريف
1925، بشكل درامي إلى ارطاس، فالجميع كان ينتظرها، ولكن عندما حل الظلام
ولم تصل، تسلق سكان القرية الجبل، حاملين المشاعل، للبحث عنها، ووجدوها
عند سفح الجبل المقفر ما بين ارطاس وبيت لحم، فاحضروها إلى الست لويزا
التي كانت بانتظارها.
سكنت هيلما مع لويزا، وكان بين الاثنتين تعاون
بحثي لدراسة جميع أنماط الحياة في ارطاس، بمساعدة حمدية وعالية. وفيما بعد
اسمت هيلما الثلاثي: حمدية، وعالية، ولويزا بـ «لجنة الابحاث» الخاصة بها،
ومكثت عشرين شهرا أنجزت خلالها كتابها «ظروف الزواج في قرية فلسطينية» في
جزأين، وحصلت بموجبه على درجة الدكتوراه.
وعادت هيلما مرة أخرى في مارس
1930 إلى ارطاس، بعد ثلاثة أعوام من إقامتها الأولى، ومكثت 15 شهرا، وخرجت
بخمسة كتب عن القرية، حصلت عن أحدها، وهو «حياة الأسرة العربية» على جائزة
اسكندنافية.
وبعد أن أصبحت لويزا وحيدة وطاعنة في السن، وماتت
صديقتاها، حمدية سند وعالية إبراهيم، باعت بيت والدها، والأراضي التابعة
له، وتوفيت في مدينة الرملة، بعد خمس سنوات من مغادرتها ارطاس.
وفي عام
1959 عادت هيلما، للمرة الثالثة، إلى ارطاس التي عشقتها وأحبت سكانها التي
كانوا يطلقون عليها اسم (الست حليمة) بمنحة من مؤسسة سويدية، لكنها كانت
عودة دراماتيكية، بكل المعاني، فالست لويزا وحمدية وعالية، كن انتقلن إلى
الرفيق الأعلى، ولمست تغييرات حدثت على القرية، بعد أن أصبحت بعد احتلال
ثلثي فلسطين جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية، أما الجبل الذي ضلت فيه
الطريق، لدى وصولها لأول مرة إلى القرية، فأصبح مخيم الدهيشة للاجئين
الفلسطينيين.
ومكثت، هيلما، في ارطاس أربعة شهور، وضعت خلالها، اللمسات
الأخيرة على كتابها «الموت والدفن عند المسلمين» الذي صدر عام 1965،
بالإضافة لذلك صدر لها «الولادة والطفولة عند العرب» و«مشكلات الأطفال عند
العرب».
قبل موتها، في هيلسنكي، بتاريخ 25 فبراير 1972، كانت هيلما
منشغلة بعملية فرز لنحو ألف صورة التقطتها لأهالي ارطاس في ثلاثينات القرن
الماضي، لنشرها في كتاب مصور عن القرية، لكن موتها حال دون ذلك. وكانت
الباحثة المساعدة في متحف الإنسان في المتحف البريطاني شيلانغ ويبر في
طريقها إلى هيلسنكي لزيارة هيلما، فوجدتها قد رحلت، فأخذت ويبر من عائلة
هيلما ملاحظاتها وأوراقها وصورها.
ورشحت ويبر، كارين سيغر، وهي عالمة
آثار وانثروبولوجيا، لإعداد كتاب هيلما المصور للنشر، ولهذه الغاية وصلت
سيغر، إلى ارطاس في رحلتين عامي 1978 و1979. وتقول سيغر، إنها لم تشعر
بغربة في القرية، بسبب كتابات هيلما عنها. وصدر كتاب سيغر بعنوان «بورتريه
لقرية فلسطينية» بالإنجليزية في لندن عام 1981، والمعتمد أساسا على الصور
التي التقطتها هيلما.
وقدمت سيغر للكتاب، بشكل أخاذ مقارنة ما بين
الفترة التي عاشتها هيلما في ارطاس ووقت زيارتها هي للقرية. وقالت سيغر
إنها خلال زيارتها للقرية، عرضت صورا التقطتها هيلما لآباء وأجداد سكان
القرية، وللأشخاص الذين كانوا صغارا أيام هيلما.
وتشرح سيغر، انها
عندما زارت القرية، كان الجميع قد سمع عن الست لويزا التي أصبحت أسطورة
بين الأهالي. وتوجد إلى الآن شجرة فلفل ضخمة، من نوع ينبت في فنلندا،
زرعتها هيلما أمام المنزل الذي عاشت فيه مع لويزا، ورغم تقلب الظروف عاشت
الشجرة ونمت بسبب امتداد جذورها، عدة أمتار إلى نبع القرية الشهير باسم
«عين ارطاس».
وما تزال القرية تستقبل باحثين يقتفون آثار هيلما، ومن
بينهم الاميركية سيليا روث التي عاشت في القرية لإعداد رسالة دكتوراه، حيث
تدرس في إحدى الجامعات الكندية. وانجذبت سيليا إلى إعداد دراسة عن الجان
والمعتقدات حوله، وقابلت كثيرين رووا لها تجاربهم مع الجان، وقالت انها لا
تستطيع أن تؤكد قصص هؤلاء أو تكذبها، وستكون في صلب دراستها.
ومن الذين
فتنوا بسيرة هيلما، المصورة والصحافية السويدية، ميا غروندال، التي تقيم
في القدس الشرقية منذ عام 1996، وبالصدفة زارت قرية ارطاس عام 1997، وبعد
مشاهدتها لصور هيلما عن القرية، قررت أن تسير على خطاها، وأخذت، ميا، تزور
ارطاس باستمرار، وصورت القرية واهلها، مع تركيز خاص على ما تبقى من أشخاص
صورتهم هيلما قبل أكثر من 70 عاماً، ونتج عن ذلك معرض لمايا في عام 2000،
تضمن مقارنة بالصورة بين ما أنجزته هيلما وارطاس في الحاضر.
وأرفقت،
ميا، بمعرضها، فقرات تضمنت ذكريات من صورتهم هيلما وهم أطفال مثل حسن
إسماعيل التي كانت فتاة صغيرة، تجلب الماء من البئر لهيلما والست لويزا،
والتقطت لها هيلما صورة وهي تتعلم ايقاد النار، وكتبت عنها في كتابها
«الولادة والطفولة عند العرب».
أما إبراهيم عودة الذي تربى يتيما،
فأرادت لويزا إرساله إلى المدرسة ولكنه رفض، وأصبح عازف ناي ثم عازف ربابة
يأتي الناس لسماعه في ليالي الصيف.
وكتبت، ميا، في مقدمة كتيب معرضها،
رسالة طويلة ومثيرة جدا للمشاعر إلى هيلما، ختمتها بالقول «أنا وجميع
الناس الذين تركتهم خلفك في حبيبتك ارطاس، سنبقى ممنونين لك إلى الأبد»
فلويزا
وهيلما، اللتان عاشتا قصة حب غير عادية مع أهالي قرية «أرطاس» الفلسطينية،
لم ينته حبهما بموتهما فما يزالون ينجبون عُشاقاً صغاراً يرتادون المكان،
والنتائج باهرة، فكم الأبحاث والكتب والصور والمنشورات أصبح مغرياً ويفتح
الشهية لمعرفة المزيد عن حكاية بدأت منتصف القرن التاسع عشر وما تزال
فصولها مستمرة
في عام 1848،
وصل إلى القدس، رجل فرنسي، من مقاطعة الالزاس، يدعى هنري بالدنسبرغر، ضمن
مجموعة من المبشرين، كانوا متأثرين بالتقاليد التي تعود إلى عهد المسيح
عليه السلام. تفيد المعلومات التي توفرت لنا، بأنه اشترى أرضا في القرية،
ونصب يوم 7 أكتوبر 1849 خيمتين في وادي ارطاس، وعاش وحيدا مع كلبه، وبعد
عام بنى بيتا في القرية كلفته 800 دولار، ووصلت عائلته لتعيش معه فيه.
وكان
طموح بالدنسبرغر، أن يصبح أولاده مزارعين في الأرض المقدسة، ولكن أمله لم
يتحقق بشكل كامل، فابنه فيليب أضحى باحثا ووضع كتابا هاما أطلق عليه اسم
«الشرق الراسخ»، أما ابنه الآخر إميل، فأصبح مربي نحل متجول، واهتم بجمع
الأمثال الشعبية والتراث الفلسطيني، فيما ابنته لويزا، هي الوحيدة التي
استقرت في ارطاس من بين أفراد العائلة.
وأصبح اسم لويزا بالندنسبرغر،
في القرية هو «الست لويزا»، وعاشت حياة بسيطة وسط القرويين المسلمين الذين
أحبوها، خصوصا أنها كانت تتمتع بخفة ظل جعلتها مصدرا دائما للمرح.
وكانت
لويزا تحصل على لقمة العيش، عن طريق صنع بطاقات التهنئة التي تلصق عليها
زهوراً برية مجففة، وتبيعها للحجاج المسيحيين في بيت لحم والقدس، وبمقايضة
العسل الذي كان يجلبه لها أخوها إميل، بحاجيات من أهل القرية.
وفي عام
1854 زار القرية القنصل البريطاني بصحبة باشا القدس ودهش لجمال القرية
وخضرتها ووصفها بالقرية المغمورة بالطبيعة الخضراء من بساتين وحدائق يانعة.
واعدت
لويزا، كتابا هاما، بالاشتراك مع الباحثة جريس كورفوت، عن زهور ونباتات
فلسطين الكلاسيكية، صدر في ثلاثينات القرن الماضي بالإنجليزية بعنوان «من
الأرز إلى الزوفا». وارتبطت الست لويزا، بصداقة من نوع خاص مع امرأتين من
القرية هما حمدية سند، وهي صماء، وعالية إبراهيم، وهي ضريرة. وكانت
الاثنتان، تنقلان للويزا، المعلومات عن تقاليد الأهالي والحكايات الشعبية
وتاريخ القرية. وربما يرجع فضل رئيسي، إلى حمدية وعالية، في الكتاب الآخر
المهم الذي أصدرته لويزا بعنوان «قصص شعبية من ارطاس» وترجمه في أواسط
ثمانينات القرن الماضي الدكتور عبد اللطيف البرغوثي.
بالإضافة لكتابيها
عن النباتات والحكايات، فان للويزا، فضلاً كبيراً، في جعل ارطاس معروفة
عالميا، عندما ساعدت انثروبولوجية فنلندية من اصل سويدي في الإقامة
بالقرية، لأغراض بحثية، وعرفتها على حمدية وعالية، لتخرج هذه
الانثروبولوجية بكتب غاية في الأهمية الانثروبولوجية التي أصبحت مشهورة
فيما بعد، وهي الدكتورة هيلما غرانكفيست، انجذبت لفكرة إنجاز أبحاث عن
فلسطين من خلال دراستها لنساء العهد القديم، بعد تخرجها من جامعة هيلنسكي
عام 1921، ومن اجل ذلك وصلت القدس عام 1925، بعد حصولها على منحة من اتحاد
الطلبة الفنلندي. وقررت هيلما، أن تكون ارطاس ميدانا لدراستها، لأسباب
عديدة، من بينها وجود صديقتها لويزا في القرية.
ووصلت هيلما في خريف
1925، بشكل درامي إلى ارطاس، فالجميع كان ينتظرها، ولكن عندما حل الظلام
ولم تصل، تسلق سكان القرية الجبل، حاملين المشاعل، للبحث عنها، ووجدوها
عند سفح الجبل المقفر ما بين ارطاس وبيت لحم، فاحضروها إلى الست لويزا
التي كانت بانتظارها.
سكنت هيلما مع لويزا، وكان بين الاثنتين تعاون
بحثي لدراسة جميع أنماط الحياة في ارطاس، بمساعدة حمدية وعالية. وفيما بعد
اسمت هيلما الثلاثي: حمدية، وعالية، ولويزا بـ «لجنة الابحاث» الخاصة بها،
ومكثت عشرين شهرا أنجزت خلالها كتابها «ظروف الزواج في قرية فلسطينية» في
جزأين، وحصلت بموجبه على درجة الدكتوراه.
وعادت هيلما مرة أخرى في مارس
1930 إلى ارطاس، بعد ثلاثة أعوام من إقامتها الأولى، ومكثت 15 شهرا، وخرجت
بخمسة كتب عن القرية، حصلت عن أحدها، وهو «حياة الأسرة العربية» على جائزة
اسكندنافية.
وبعد أن أصبحت لويزا وحيدة وطاعنة في السن، وماتت
صديقتاها، حمدية سند وعالية إبراهيم، باعت بيت والدها، والأراضي التابعة
له، وتوفيت في مدينة الرملة، بعد خمس سنوات من مغادرتها ارطاس.
وفي عام
1959 عادت هيلما، للمرة الثالثة، إلى ارطاس التي عشقتها وأحبت سكانها التي
كانوا يطلقون عليها اسم (الست حليمة) بمنحة من مؤسسة سويدية، لكنها كانت
عودة دراماتيكية، بكل المعاني، فالست لويزا وحمدية وعالية، كن انتقلن إلى
الرفيق الأعلى، ولمست تغييرات حدثت على القرية، بعد أن أصبحت بعد احتلال
ثلثي فلسطين جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية، أما الجبل الذي ضلت فيه
الطريق، لدى وصولها لأول مرة إلى القرية، فأصبح مخيم الدهيشة للاجئين
الفلسطينيين.
ومكثت، هيلما، في ارطاس أربعة شهور، وضعت خلالها، اللمسات
الأخيرة على كتابها «الموت والدفن عند المسلمين» الذي صدر عام 1965،
بالإضافة لذلك صدر لها «الولادة والطفولة عند العرب» و«مشكلات الأطفال عند
العرب».
قبل موتها، في هيلسنكي، بتاريخ 25 فبراير 1972، كانت هيلما
منشغلة بعملية فرز لنحو ألف صورة التقطتها لأهالي ارطاس في ثلاثينات القرن
الماضي، لنشرها في كتاب مصور عن القرية، لكن موتها حال دون ذلك. وكانت
الباحثة المساعدة في متحف الإنسان في المتحف البريطاني شيلانغ ويبر في
طريقها إلى هيلسنكي لزيارة هيلما، فوجدتها قد رحلت، فأخذت ويبر من عائلة
هيلما ملاحظاتها وأوراقها وصورها.
ورشحت ويبر، كارين سيغر، وهي عالمة
آثار وانثروبولوجيا، لإعداد كتاب هيلما المصور للنشر، ولهذه الغاية وصلت
سيغر، إلى ارطاس في رحلتين عامي 1978 و1979. وتقول سيغر، إنها لم تشعر
بغربة في القرية، بسبب كتابات هيلما عنها. وصدر كتاب سيغر بعنوان «بورتريه
لقرية فلسطينية» بالإنجليزية في لندن عام 1981، والمعتمد أساسا على الصور
التي التقطتها هيلما.
وقدمت سيغر للكتاب، بشكل أخاذ مقارنة ما بين
الفترة التي عاشتها هيلما في ارطاس ووقت زيارتها هي للقرية. وقالت سيغر
إنها خلال زيارتها للقرية، عرضت صورا التقطتها هيلما لآباء وأجداد سكان
القرية، وللأشخاص الذين كانوا صغارا أيام هيلما.
وتشرح سيغر، انها
عندما زارت القرية، كان الجميع قد سمع عن الست لويزا التي أصبحت أسطورة
بين الأهالي. وتوجد إلى الآن شجرة فلفل ضخمة، من نوع ينبت في فنلندا،
زرعتها هيلما أمام المنزل الذي عاشت فيه مع لويزا، ورغم تقلب الظروف عاشت
الشجرة ونمت بسبب امتداد جذورها، عدة أمتار إلى نبع القرية الشهير باسم
«عين ارطاس».
وما تزال القرية تستقبل باحثين يقتفون آثار هيلما، ومن
بينهم الاميركية سيليا روث التي عاشت في القرية لإعداد رسالة دكتوراه، حيث
تدرس في إحدى الجامعات الكندية. وانجذبت سيليا إلى إعداد دراسة عن الجان
والمعتقدات حوله، وقابلت كثيرين رووا لها تجاربهم مع الجان، وقالت انها لا
تستطيع أن تؤكد قصص هؤلاء أو تكذبها، وستكون في صلب دراستها.
ومن الذين
فتنوا بسيرة هيلما، المصورة والصحافية السويدية، ميا غروندال، التي تقيم
في القدس الشرقية منذ عام 1996، وبالصدفة زارت قرية ارطاس عام 1997، وبعد
مشاهدتها لصور هيلما عن القرية، قررت أن تسير على خطاها، وأخذت، ميا، تزور
ارطاس باستمرار، وصورت القرية واهلها، مع تركيز خاص على ما تبقى من أشخاص
صورتهم هيلما قبل أكثر من 70 عاماً، ونتج عن ذلك معرض لمايا في عام 2000،
تضمن مقارنة بالصورة بين ما أنجزته هيلما وارطاس في الحاضر.
وأرفقت،
ميا، بمعرضها، فقرات تضمنت ذكريات من صورتهم هيلما وهم أطفال مثل حسن
إسماعيل التي كانت فتاة صغيرة، تجلب الماء من البئر لهيلما والست لويزا،
والتقطت لها هيلما صورة وهي تتعلم ايقاد النار، وكتبت عنها في كتابها
«الولادة والطفولة عند العرب».
أما إبراهيم عودة الذي تربى يتيما،
فأرادت لويزا إرساله إلى المدرسة ولكنه رفض، وأصبح عازف ناي ثم عازف ربابة
يأتي الناس لسماعه في ليالي الصيف.
وكتبت، ميا، في مقدمة كتيب معرضها،
رسالة طويلة ومثيرة جدا للمشاعر إلى هيلما، ختمتها بالقول «أنا وجميع
الناس الذين تركتهم خلفك في حبيبتك ارطاس، سنبقى ممنونين لك إلى الأبد»
فلويزا
وهيلما، اللتان عاشتا قصة حب غير عادية مع أهالي قرية «أرطاس» الفلسطينية،
لم ينته حبهما بموتهما فما يزالون ينجبون عُشاقاً صغاراً يرتادون المكان،
والنتائج باهرة، فكم الأبحاث والكتب والصور والمنشورات أصبح مغرياً ويفتح
الشهية لمعرفة المزيد عن حكاية بدأت منتصف القرن التاسع عشر وما تزال
فصولها مستمرة
الأحد نوفمبر 08, 2015 9:16 pm من طرف عيسى ازهرى
» الان CD عملي مادة العقاقير للفرقة الثانية كلية الصيدلة جامعة الزقازيق
الخميس أكتوبر 08, 2015 2:16 pm من طرف محمد2016
» نتائج كليات جامعة كفر الشيخ
الخميس يونيو 25, 2015 11:50 pm من طرف misterattia
» ايهما اقوى ألمــا لحظة الفراق ام لحظة الحنين بعد الفراق ؟؟؟
الخميس فبراير 19, 2015 8:30 pm من طرف mohanad_scotch
» تعلم كيف تجعل من تصفحك للانترنيت يكسبك اموال حقيقية الشرح و الاثبات فيديو
الخميس فبراير 19, 2015 8:30 pm من طرف mohanad_scotch
» عايز تعرف مين مثلك الاعلي ادخل ومش هاتندم .............................؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الخميس فبراير 19, 2015 8:23 pm من طرف mohanad_scotch
» كلمات تقرأ بالقلب لا بالعين ****
الخميس فبراير 19, 2015 8:17 pm من طرف mohanad_scotch
» أول صورة لفيروس أنفلونزا الخنازير ...!!
الخميس فبراير 19, 2015 8:15 pm من طرف mohanad_scotch
» سجل إسمك في شجرة عائلة منتدى الشرق **
الخميس فبراير 19, 2015 8:14 pm من طرف mohanad_scotch