التعريف بصخرة بيت المقدس..
هي إحدى صخور مرتفعات القدس، وتقع وسط فناء المسجد الأقصى، ويبلغ طولها
18متراً وعرضها 13متراٌ تقريباً، ويتجه جانبها المنحدر إلى الشرق، بينما
يتجه جانبها المستقيم المرتفع إلى الغرب، وترتفع بعض نواحيها عن سطح الأرض
بحوالي متر، وشكلها غير منتظم، أما محيطها فيبلغ عشرة أمتار، ومن أسفلها
فجوة هي بقية كهف عمقه أكثر من متر ونصف، وتظهر الصخرة فوقه وكأنها
مُعلَّقة بين السماء والأرض؛ إنما هي غير معلقة، وهي محاطة بسياج من الخشب المنقوش.
قال الله تعالى: (سَيَقُولُ السُّفهَاءُ من النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ
قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لله المَشْرِقُ والمَغْرِبُ
يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلى صِرَاٍ مُسْتَقِيمٍ) البقرة (142), وقال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّمَاءِ
فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ
المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
شَطْرَهُ) البقرة (144)، فلقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يستقبل في الصلاة بيت المقدس أول
الأمر وهي قبلة اليهود، وكان –صلى الله عليه وسلم- يحب التوجه إلى الكعبة
فأنزل الله تعالى (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّمَاءِ)،
فقال السفهاء من الناس وهم اليهود والمنافقون: ما صرفهم عن قبلتهم التي
كانوا عليها؟. وجاء في الصحيحين عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- أنه قال: (صلينا مع
رسول الله –صلى الله عليه وسلم- نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة
عشر شهراً ثم صُرِفنا نحو الكعبة) صحيح البخاري 5/152 كتاب التفسير.
فالمقصود مما تقدم: أن بيت المقدس كانت قبلة المسلمين الأولى، ولكن هل
المراد بهذه القبلة صخرة بيت المقدس بالذات؟ إن هناك آثاراً لبعض التابعين
صرّحت بذكر الصخرة أنها كانت القِبلة.
كما روى الإمام الطبري –رحمه الله- بإسناده عن عكرمة والحسن
البصري –رحمهما الله- أنهما قالا: (أول ما نُسخ من القرآن القِبلة، وذلك
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستقبل صخرة بيت المقدس، وهي قبلة
اليهود، فاستقبلها النبي –صلى الله عليه وسلم- سبعة عشر شهراً...) تفسير الطبري 3/138،
كما أن الإمام ابن كثير –رحمه الله- عند تفسيره للآيات السابقة قد جزّم
بأن تلك القبلة كانت الصخرة.. فقد قال – رحمه الله- حاصل الأمر أنه قد
كان رسول الله
–صلى الله عليه وسلم- أمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس، فكان بمكة بين
الركنين، فتكون بين يديه الكعبة، مستقبل صخرة بيت المقدس، فلما هاجر إلى
المدينة تعذّر الجمع بينهما، فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس، قاله،
ابن
عباس والجمهور) تفسير ابن كثير 1/190.
وقد أورد صاحب كتاب (إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى) ما يفيد أن صخرة
بيت المقدس كانت قبلة المسلمين، وأن أنبياء بني إسرائيل كانوا يصلون
إليها، واستدل لذلك بما روي في فتح بيت المقدس أن عمر بن الخطاب – رضي
الله عنه- استشار كعباً أن يضع المسجد، فقال: اجعله خلف الصخرة، فتجتمع
القبلتان، قبلة موسى، وقبلة محمد – صلى الله عليه وسلم- فقال: (ضاهيت اليهودية) اي: شابهت اليهودية، وممن جزّم من العلماء بأن القبلة الأولى كانت صخرة بيت المقدس، وأنها كانت
قبلة اليهود: شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم – رحمهما
الله تعالى-.
هي إحدى صخور مرتفعات القدس، وتقع وسط فناء المسجد الأقصى، ويبلغ طولها
18متراً وعرضها 13متراٌ تقريباً، ويتجه جانبها المنحدر إلى الشرق، بينما
يتجه جانبها المستقيم المرتفع إلى الغرب، وترتفع بعض نواحيها عن سطح الأرض
بحوالي متر، وشكلها غير منتظم، أما محيطها فيبلغ عشرة أمتار، ومن أسفلها
فجوة هي بقية كهف عمقه أكثر من متر ونصف، وتظهر الصخرة فوقه وكأنها
مُعلَّقة بين السماء والأرض؛ إنما هي غير معلقة، وهي محاطة بسياج من الخشب المنقوش.
مكانة صخرة بيت المقدس في الإسلام..
قال الله تعالى: (سَيَقُولُ السُّفهَاءُ من النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ
قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لله المَشْرِقُ والمَغْرِبُ
يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلى صِرَاٍ مُسْتَقِيمٍ) البقرة (142), وقال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّمَاءِ
فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ
المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
شَطْرَهُ) البقرة (144)، فلقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يستقبل في الصلاة بيت المقدس أول
الأمر وهي قبلة اليهود، وكان –صلى الله عليه وسلم- يحب التوجه إلى الكعبة
فأنزل الله تعالى (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّمَاءِ)،
فقال السفهاء من الناس وهم اليهود والمنافقون: ما صرفهم عن قبلتهم التي
كانوا عليها؟. وجاء في الصحيحين عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- أنه قال: (صلينا مع
رسول الله –صلى الله عليه وسلم- نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة
عشر شهراً ثم صُرِفنا نحو الكعبة) صحيح البخاري 5/152 كتاب التفسير.
فالمقصود مما تقدم: أن بيت المقدس كانت قبلة المسلمين الأولى، ولكن هل
المراد بهذه القبلة صخرة بيت المقدس بالذات؟ إن هناك آثاراً لبعض التابعين
صرّحت بذكر الصخرة أنها كانت القِبلة.
كما روى الإمام الطبري –رحمه الله- بإسناده عن عكرمة والحسن
البصري –رحمهما الله- أنهما قالا: (أول ما نُسخ من القرآن القِبلة، وذلك
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستقبل صخرة بيت المقدس، وهي قبلة
اليهود، فاستقبلها النبي –صلى الله عليه وسلم- سبعة عشر شهراً...) تفسير الطبري 3/138،
كما أن الإمام ابن كثير –رحمه الله- عند تفسيره للآيات السابقة قد جزّم
بأن تلك القبلة كانت الصخرة.. فقد قال – رحمه الله- حاصل الأمر أنه قد
كان رسول الله
–صلى الله عليه وسلم- أمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس، فكان بمكة بين
الركنين، فتكون بين يديه الكعبة، مستقبل صخرة بيت المقدس، فلما هاجر إلى
المدينة تعذّر الجمع بينهما، فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس، قاله،
ابن
عباس والجمهور) تفسير ابن كثير 1/190.
وقد أورد صاحب كتاب (إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى) ما يفيد أن صخرة
بيت المقدس كانت قبلة المسلمين، وأن أنبياء بني إسرائيل كانوا يصلون
إليها، واستدل لذلك بما روي في فتح بيت المقدس أن عمر بن الخطاب – رضي
الله عنه- استشار كعباً أن يضع المسجد، فقال: اجعله خلف الصخرة، فتجتمع
القبلتان، قبلة موسى، وقبلة محمد – صلى الله عليه وسلم- فقال: (ضاهيت اليهودية) اي: شابهت اليهودية، وممن جزّم من العلماء بأن القبلة الأولى كانت صخرة بيت المقدس، وأنها كانت
قبلة اليهود: شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم – رحمهما
الله تعالى-.
هل صلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند صخرة بيت المقدس؟
لا يوجد دليل صحيح يُثبت صلاة الرسول –صلى الله عليه وسلم- عند الصخرة،
بل جاء في مسند الإمام أحمد في قصة بيت المقدس –كما تقدم– قول عمر
بن الخطاب –رضي الله عنه- لكعب لما أشار عليه بالصلاة خلف الصخرة: (لا،
ولكن أصلي حيث صلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فتقدم إلى القِبلة
فصلى).
هل عُرج بالرسول -صلى الله عليه وسلم- من صخرة بيت المقدس؟
إن الروايات الصحيحة لحديث الإسراء والمعراج لم تُـحدد
موضع العروج من المسجد الأقصى، لا الصخرة ولا غيرها، فقد جاء في صحيح مسلم
على سبيل المثال في النبي – صلى الله عليه وسلم-: ( ثم عُرج بنا إلى
السماء) صحيح مسلم 2/145.
شُبهاتٌ حول الصخرة!!.
يعتقد بعض الناس وجود بعض الآثار النبوية وغيرها
في صخرة بيت المقدس، وأن هذا من دواعي التبرك بها وتقديسها.. ولقد أجاب
العلماء المحققون عن هذه المزاعم، فأنكروا صحتها، وبينوا
بطلانها، وأنها لا أصل لها ولا سند إلا مجرد الشهرة فقط بين أوساط جهلة
الناس.
ومن أشهر ما نُسب للصخرة من الآثار:
- أثر قدم النبي –صلى الله عليه وسلم- في أعلى الصخرة عندما صعد عليها ليلة المعراج.. وأنها لازلت عطرةً إلى الآن.
-
وقيل ايضاً أن جبريل -عليه السلام- هو من اوقف الصخرة بيده لتبقى مكانها
حينما كانت تلحق بالنبي عليه الصلاة والسلام في ليلة المعراج.. فلا زالت عالقةً إلى يومنا هذا.
لكن شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- انكر ذلك وأمثاله فقال (ان ما يذكره
بعض الجهّال فيها –أي الصخرة- من أن هناك أثر قدم النبي –صلى الله عليه
وسلم-، وأثر عمامته، وغير ذلك؛ فكله كذب، وأكذب منه من يظن أنه موضع قدم
الرب).
وقال ابن القيم –رحمه الله- (والقدم الذي فيها -اي الصخرة- كذب موضوع، مما عملته
أيدي المزوِّرين، الذين يروِّجون لها ليَكثُر سواد الزائرين)، فأثر
القدم على الصخرة –كما نبه ابن القيم- من اختراع أصحاب المصالح تمويهاً
على الناس حتى يحرصوا على زيارتها.
حكم تقديس الصخرة !!
لايجوز تقديس صخرة بيت المقدس
1- إن المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة من حيث جواز شد الرحال إليه،
ومضاعفة الصلاة فيه، جاء ذلك في الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن
النبي – صلى الله عليه
وسلم- قال: (لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد
الحرام، ومسجد الأقصى) صحيح البخاري 2/56، وقد روي أن الصلاة فيه تضاعف بخمسمائة صلاة.
2- إن الإسراء بالرسول – صلى الله عليه وسلم- كان إلى المسجد الأقصى، ثم
العروج منه إلى السماء، كما قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلى المَسْجِدِ الأقْصَى
الَّذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) سورة الإسراء: 1.
3- إن الأقصى اسم للمسجد كله، ولا يختص بالمسجد القائم بالناحية القبلية الجنوبية، كما يظنه بعض الناس.
4- ليس ببيت المقدس مكان يُقصد للعبادة سوى المسجد الأقصى، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-.
5- العبادات المشروعة في المسجد الأقصى هي من جنس العبادات المشروعة في
مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم- وغيره من سائر المساجد إلا المسجد
الحرام، فإنه يشرع فيه زيادة على سائر المساجد: الطواف بالكعبة، واستلام
الركنين اليمانيين، وتقبيل الحرج الأسود. وأما مسجد النبي – صلى الله عليه
وسلم- والمسجد الأقصى وسائر المساجد فليس فيها ما يُطاف فيه، ولا ما
يُتمَسَّحُ به، ولا ما يُقبل، فهذا كله ليس إلا في المسجد الحرام خاصة،
كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-.
6- زيارة المسجد الأقصى للصلاة فيه، والدعاء والذكر والقراءة، والاعتكاف
مشروعة في أي وقت، ولا علاقة لهذه الزيارة بالحج، كما ظنه بعضهم.
من خلال ما سبق يتضح لنا عدم اختصاص الصخرة بأهمية معينة في الإسلام، وإنما
هي واقعة ضمن حدود المسجد الأقصى، وتسري عليها أحكامه، كمضاعفة الصلاة
عندها، وإن قصارى ما يمكن أن يُقال عن مكانتها في الإسلام أنها كانت قبلة لليهود، أما المسلمون فقد كانت قبلةً لهم فترة من الزمن أول الإسلام، ثم نسخ ذلك
باستقبال الكعبة.
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه الصخرة (كانت قبلة، ثم نُسخت، وهي قبلة
اليهود، فلم يبق في شريعتنا ما يوجب تخصيصها بحكم، كما ليس في شريعتنا ما
يوجب تخصيص يوم السبت).
وقال ابن القيم – رحمه الله -: ( وأرفع شيء في الصخرة أنها كانت قبلة
لليهود، وهي في المكان كيوم السبت في الزمان، أبدل الله بها هذه الأمة
المحمدية: الكعبة البيت الحرام).
وبما أن العبادات مبناها على التوقيف والإتباع لا على الهوى والابتداع؛
فلا يجوز تخصيص تلك الصخرة بعبادة، كتخصيص زيارتها للصلاة عندها، كما لا
يجوز تعظيمها، ولا التبرك بها بأي وجه كان، كتقبيلها، أو التمسح بها، أو
الطواف حولها، ونحو ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- (لا تُستحب زيارة الصخرة، بل
المستحب أن يصلى في قبليّ المسجد الأقصى الذي بناه عمر بن الخطاب
للمسلمين).
وقال - رحمه الله - عن حكم الطواف بغير الكعبة: (لا يجوز لأحد أن يطوف
بحجرة النبي – صلى الله عليه وسلم-، ولا يغير ذلك من مقابر الأنبياء
والصالحين، ولا بصخرة بيت المقدس، ولا بغير هؤلاء... بل ليس في الأرض مكان
يطاف به كما يُطاف بالكعبة).
[b]فيُستدل مما سبق، ما يلي:[/b]
[b]
أولاً: عدم ورود أي مشروعية لتقديس الصخرة بدليل من الكتاب او السُنة النبوية.[/b]
[b]
ثانياً: لم يفعل ذلك الصحابة ولا التابعون ممن زار منهم بيت المقدس.[/b]
[b]
ثالثاً: إن تعظيم الصخرة وتقدسيها فيه مشابهة لليهود، وقد أُمرنا
بمخالفة الكفار، ونُهينا عن التشبه بهم وخاصة أهل الكتاب، وهم اليهود
والنصارى.[/b]
[b]
ولهذا فإن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- حين كان في بيت المقدس لما أشار
عليه كعب الأحبار أن يصلي خلف الصخرة أنكر عليه ذلك وقال: ( ضاهيت
اليهودية، لا. ولكن أصلي حيث صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، فتقدم
إلى القبلة فصلى)[/b]في مسند الإمام أحمد 1/38، [b]وفي قول عمر (ضاهيت اليهودية) إشارة إلى أن تعظيم الصخرة من شأن اليهودية، فكيف نتشبه بهم في ذلك؟.[/b]
تحقيق ماورد في فضلها..
لقد وردت عدة أحاديث وآثار في فضل الصخرة، منها المرفوع والموقوف
والمقطوع، ولكن بعد التأمل فيها ودراسة أسانيدها اتضح أنها لا تنهض دليلاً
على أن
الصخرة مزية تُعظم لأجلها، ولهذا قطع العلامة ابن القيم – رحمه الله- بأن
كل حديث في الصخرة فهو كذب مُفترى.
فقد يتعلق البعض بما أُثر أن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- حين فتح بيت
المقدس أمر بإزالة ما على الصخرة من كناسة كانت النصارى قد ألقتها
عليها (فيُقال ان السبب لهذا الفعل النصارني رداً على اليهود حيث كانوا يضعون
القمامة على قبر المصلوب الذي شُبه لهم بعيسى عليه السلام، فكافأهم
النصارى بوضع القمامة على الصخرة قِبلة اليهود)، حتى إنه كنسها بردائه وكنس الناس. مسند الإمام أحمد 1/38. اما الرد على ما فعله عمر –رضي الله عنه- فإنه لا يدل على تعظيم الصخرة ولا
تقديسها، حيث ان الأمر لم يتجاوز إزالة قمامة موضوعة في بعض أجزاء المسجد
الأقصى –والصخرة تقع في وسط المسجد الأقصى كما تقدم-، والدليل على ذلك أن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- لم يصلِ عند الصخرة ولا
تمسَّح بها، بل تقدم وصلى في قبليّ المسجد، مع أنه كان بإمكانه أن يصلي
خلف الصخرة مستقبلاً القبلة كما أشار عليه كعب، ولكنه –رضي الله عنه- لم
يفعل ذلك.
وقال الإمام ابن كثير –رحمه الله- بعد سياقه قصة عمر –رضي الله عنه- (فلم
يعظّم الصخرة تعظيماً يصلي وراءها وهي بين يديه، كما أشار كعب
الأحبار - وهو من قوم يعظمونها حتى جعلوها قبلتهم، ولكن منَّ الله عليه
بالإسلام فهُدي إلى الحق – ولهذا لما أشار بذلك قال له أمير المؤمنين عمر
(ضاهيت اليهودية) ولا أهانها إهانة النصارى، الذين كانوا قد جعلوها مكباً
للنفايات،
من أجل أنها قبلة اليهود، ولكن أماط عنها الأذى، وكنس عنها الكناسة
بردائة.. وهذا شبيه بما جاء في صحيح مسلم عن أبي مرثد الغنوي –رضي الله
عنه- قال:
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا
إليها) صحيح مسلم 2/668.
لِـما بُنيت القبة على الصخرة؟في صخرة بيت المقدس، وأن هذا من دواعي التبرك بها وتقديسها.. ولقد أجاب
العلماء المحققون عن هذه المزاعم، فأنكروا صحتها، وبينوا
بطلانها، وأنها لا أصل لها ولا سند إلا مجرد الشهرة فقط بين أوساط جهلة
الناس.
ومن أشهر ما نُسب للصخرة من الآثار:
- أثر قدم النبي –صلى الله عليه وسلم- في أعلى الصخرة عندما صعد عليها ليلة المعراج.. وأنها لازلت عطرةً إلى الآن.
-
وقيل ايضاً أن جبريل -عليه السلام- هو من اوقف الصخرة بيده لتبقى مكانها
حينما كانت تلحق بالنبي عليه الصلاة والسلام في ليلة المعراج.. فلا زالت عالقةً إلى يومنا هذا.
لكن شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- انكر ذلك وأمثاله فقال (ان ما يذكره
بعض الجهّال فيها –أي الصخرة- من أن هناك أثر قدم النبي –صلى الله عليه
وسلم-، وأثر عمامته، وغير ذلك؛ فكله كذب، وأكذب منه من يظن أنه موضع قدم
الرب).
وقال ابن القيم –رحمه الله- (والقدم الذي فيها -اي الصخرة- كذب موضوع، مما عملته
أيدي المزوِّرين، الذين يروِّجون لها ليَكثُر سواد الزائرين)، فأثر
القدم على الصخرة –كما نبه ابن القيم- من اختراع أصحاب المصالح تمويهاً
على الناس حتى يحرصوا على زيارتها.
حكم تقديس الصخرة !!
لايجوز تقديس صخرة بيت المقدس
1- إن المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة من حيث جواز شد الرحال إليه،
ومضاعفة الصلاة فيه، جاء ذلك في الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن
النبي – صلى الله عليه
وسلم- قال: (لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد
الحرام، ومسجد الأقصى) صحيح البخاري 2/56، وقد روي أن الصلاة فيه تضاعف بخمسمائة صلاة.
2- إن الإسراء بالرسول – صلى الله عليه وسلم- كان إلى المسجد الأقصى، ثم
العروج منه إلى السماء، كما قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلى المَسْجِدِ الأقْصَى
الَّذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) سورة الإسراء: 1.
3- إن الأقصى اسم للمسجد كله، ولا يختص بالمسجد القائم بالناحية القبلية الجنوبية، كما يظنه بعض الناس.
4- ليس ببيت المقدس مكان يُقصد للعبادة سوى المسجد الأقصى، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-.
5- العبادات المشروعة في المسجد الأقصى هي من جنس العبادات المشروعة في
مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم- وغيره من سائر المساجد إلا المسجد
الحرام، فإنه يشرع فيه زيادة على سائر المساجد: الطواف بالكعبة، واستلام
الركنين اليمانيين، وتقبيل الحرج الأسود. وأما مسجد النبي – صلى الله عليه
وسلم- والمسجد الأقصى وسائر المساجد فليس فيها ما يُطاف فيه، ولا ما
يُتمَسَّحُ به، ولا ما يُقبل، فهذا كله ليس إلا في المسجد الحرام خاصة،
كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-.
6- زيارة المسجد الأقصى للصلاة فيه، والدعاء والذكر والقراءة، والاعتكاف
مشروعة في أي وقت، ولا علاقة لهذه الزيارة بالحج، كما ظنه بعضهم.
من خلال ما سبق يتضح لنا عدم اختصاص الصخرة بأهمية معينة في الإسلام، وإنما
هي واقعة ضمن حدود المسجد الأقصى، وتسري عليها أحكامه، كمضاعفة الصلاة
عندها، وإن قصارى ما يمكن أن يُقال عن مكانتها في الإسلام أنها كانت قبلة لليهود، أما المسلمون فقد كانت قبلةً لهم فترة من الزمن أول الإسلام، ثم نسخ ذلك
باستقبال الكعبة.
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه الصخرة (كانت قبلة، ثم نُسخت، وهي قبلة
اليهود، فلم يبق في شريعتنا ما يوجب تخصيصها بحكم، كما ليس في شريعتنا ما
يوجب تخصيص يوم السبت).
وقال ابن القيم – رحمه الله -: ( وأرفع شيء في الصخرة أنها كانت قبلة
لليهود، وهي في المكان كيوم السبت في الزمان، أبدل الله بها هذه الأمة
المحمدية: الكعبة البيت الحرام).
وبما أن العبادات مبناها على التوقيف والإتباع لا على الهوى والابتداع؛
فلا يجوز تخصيص تلك الصخرة بعبادة، كتخصيص زيارتها للصلاة عندها، كما لا
يجوز تعظيمها، ولا التبرك بها بأي وجه كان، كتقبيلها، أو التمسح بها، أو
الطواف حولها، ونحو ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- (لا تُستحب زيارة الصخرة، بل
المستحب أن يصلى في قبليّ المسجد الأقصى الذي بناه عمر بن الخطاب
للمسلمين).
وقال - رحمه الله - عن حكم الطواف بغير الكعبة: (لا يجوز لأحد أن يطوف
بحجرة النبي – صلى الله عليه وسلم-، ولا يغير ذلك من مقابر الأنبياء
والصالحين، ولا بصخرة بيت المقدس، ولا بغير هؤلاء... بل ليس في الأرض مكان
يطاف به كما يُطاف بالكعبة).
[b]فيُستدل مما سبق، ما يلي:[/b]
[b]
أولاً: عدم ورود أي مشروعية لتقديس الصخرة بدليل من الكتاب او السُنة النبوية.[/b]
[b]
ثانياً: لم يفعل ذلك الصحابة ولا التابعون ممن زار منهم بيت المقدس.[/b]
[b]
ثالثاً: إن تعظيم الصخرة وتقدسيها فيه مشابهة لليهود، وقد أُمرنا
بمخالفة الكفار، ونُهينا عن التشبه بهم وخاصة أهل الكتاب، وهم اليهود
والنصارى.[/b]
[b]
ولهذا فإن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- حين كان في بيت المقدس لما أشار
عليه كعب الأحبار أن يصلي خلف الصخرة أنكر عليه ذلك وقال: ( ضاهيت
اليهودية، لا. ولكن أصلي حيث صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، فتقدم
إلى القبلة فصلى)[/b]في مسند الإمام أحمد 1/38، [b]وفي قول عمر (ضاهيت اليهودية) إشارة إلى أن تعظيم الصخرة من شأن اليهودية، فكيف نتشبه بهم في ذلك؟.[/b]
تحقيق ماورد في فضلها..
لقد وردت عدة أحاديث وآثار في فضل الصخرة، منها المرفوع والموقوف
والمقطوع، ولكن بعد التأمل فيها ودراسة أسانيدها اتضح أنها لا تنهض دليلاً
على أن
الصخرة مزية تُعظم لأجلها، ولهذا قطع العلامة ابن القيم – رحمه الله- بأن
كل حديث في الصخرة فهو كذب مُفترى.
فقد يتعلق البعض بما أُثر أن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- حين فتح بيت
المقدس أمر بإزالة ما على الصخرة من كناسة كانت النصارى قد ألقتها
عليها (فيُقال ان السبب لهذا الفعل النصارني رداً على اليهود حيث كانوا يضعون
القمامة على قبر المصلوب الذي شُبه لهم بعيسى عليه السلام، فكافأهم
النصارى بوضع القمامة على الصخرة قِبلة اليهود)، حتى إنه كنسها بردائه وكنس الناس. مسند الإمام أحمد 1/38. اما الرد على ما فعله عمر –رضي الله عنه- فإنه لا يدل على تعظيم الصخرة ولا
تقديسها، حيث ان الأمر لم يتجاوز إزالة قمامة موضوعة في بعض أجزاء المسجد
الأقصى –والصخرة تقع في وسط المسجد الأقصى كما تقدم-، والدليل على ذلك أن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- لم يصلِ عند الصخرة ولا
تمسَّح بها، بل تقدم وصلى في قبليّ المسجد، مع أنه كان بإمكانه أن يصلي
خلف الصخرة مستقبلاً القبلة كما أشار عليه كعب، ولكنه –رضي الله عنه- لم
يفعل ذلك.
وقال الإمام ابن كثير –رحمه الله- بعد سياقه قصة عمر –رضي الله عنه- (فلم
يعظّم الصخرة تعظيماً يصلي وراءها وهي بين يديه، كما أشار كعب
الأحبار - وهو من قوم يعظمونها حتى جعلوها قبلتهم، ولكن منَّ الله عليه
بالإسلام فهُدي إلى الحق – ولهذا لما أشار بذلك قال له أمير المؤمنين عمر
(ضاهيت اليهودية) ولا أهانها إهانة النصارى، الذين كانوا قد جعلوها مكباً
للنفايات،
من أجل أنها قبلة اليهود، ولكن أماط عنها الأذى، وكنس عنها الكناسة
بردائة.. وهذا شبيه بما جاء في صحيح مسلم عن أبي مرثد الغنوي –رضي الله
عنه- قال:
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا
إليها) صحيح مسلم 2/668.
إن بناء القبة على الصخرة يرجع إلى عهد الخليفة
الأموي عبدالملك بن مروان، حيث أمر سنة 66هـ ببناء القبة على صخرة بيت
المقدس تكنّ المسلمين من الحر والبرد وعمارة الجامع الأقصى، وقد اُكمل
البناء سنة 70هـ وقيل 73هـ، وقد وكل عبدالملك للقيام بذلك رجاء بن حيوة
ويزيد بن سلام مولاه.
لماذا بنى عبدالملك القُبّة؟
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية –عند كلامه عن بناء تلك القبة وسبب ذلك- أنه
لم يكن على عهد الخلفاء الراشدين على الصخرة قبة، بل كانت مكشوفة في خلافة
عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان، ولكن لما تولى ابن عبدالملك الشام،
ووقع بينه وبين ابن الزبير الفتنة المعروفة، كان الناس يحجّون فيجتمعون
بابن الزبير، فأراد عبدالملك أن يصرف الناس عن ابن الزبير، فبنى القبة على
الصخرة، وكساها في الشتاء والصيف ليرغّب الناس في زيارة بيت المقدس،
ويشتغلوا بذلك عن اجتماعهم بابن الزبير.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم..
الأحد نوفمبر 08, 2015 9:16 pm من طرف عيسى ازهرى
» الان CD عملي مادة العقاقير للفرقة الثانية كلية الصيدلة جامعة الزقازيق
الخميس أكتوبر 08, 2015 2:16 pm من طرف محمد2016
» نتائج كليات جامعة كفر الشيخ
الخميس يونيو 25, 2015 11:50 pm من طرف misterattia
» ايهما اقوى ألمــا لحظة الفراق ام لحظة الحنين بعد الفراق ؟؟؟
الخميس فبراير 19, 2015 8:30 pm من طرف mohanad_scotch
» تعلم كيف تجعل من تصفحك للانترنيت يكسبك اموال حقيقية الشرح و الاثبات فيديو
الخميس فبراير 19, 2015 8:30 pm من طرف mohanad_scotch
» عايز تعرف مين مثلك الاعلي ادخل ومش هاتندم .............................؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الخميس فبراير 19, 2015 8:23 pm من طرف mohanad_scotch
» كلمات تقرأ بالقلب لا بالعين ****
الخميس فبراير 19, 2015 8:17 pm من طرف mohanad_scotch
» أول صورة لفيروس أنفلونزا الخنازير ...!!
الخميس فبراير 19, 2015 8:15 pm من طرف mohanad_scotch
» سجل إسمك في شجرة عائلة منتدى الشرق **
الخميس فبراير 19, 2015 8:14 pm من طرف mohanad_scotch